نقيشة لامصبا
Lamasba وهي مدينة مروان حاليا أو مدينة corneillr خلال العهد الإستعماري الفرنسي، وهي مدينة جزائرية تابعة لولاية باتنة و تبعد عن مقر الولاية ب 40 كلم .
2_ تاريخها :
أ_التاريخ المبكر :
يرجع تأسيس المدينة إلى حقبة الرومان سنة 127م حينها كانت تسمى لامصبة، وهي حصن عسكري تعرضت للتخريب من قبل الوندال و أعاد بنائها البيزنطيون وأضحت منطقة عسكرية لمتقاعدي الجيش البيزنطي ولقد خرب هذا الحصن من الجيش الإسلامي .
ب_ العصور الوسطى :
في عهد حكم العثمانيين تم إعادة تأسيس القاعدة العسكرية و أوكلت لها مهام جمع الضرائب .
أ_التاريخ التاريخ المعاصر :
أما في عهد الإستعمار الفرنسي فقد كانت المنطقة فلاحية بشكل كبير استغلها المستعمر لزراعة أشجار الكروم نظرا بوفرة المياه وملائمة المناخ ، ثم شهدت المنطقة بعد ذلك مرحلة التحول نحو البناء و التشييد أين تأسست الهيئات و المؤسسات معظمها عسكرية مثل السجون و السكتات و مختلف الهيئات التابعة للإدارة الفرنسية، غير أن سكان المنطقة لم يرضوا لأوامر المستعمر حيث أعلنوا قيام عدة ثورات.
■نص لامصبا :
يعتبر النص الذي عثر عليه في لامصبا النص الوحيد الذي يعرفنا نظام توزيع المياه بين المزارعين و بطريقة علمية وعادلة تسر الجميع عدا نص "بلين" الذي أقر أن نظام توزيع المياه بين البساتين في واحة "قابس" TACAPE" تتم حسب حسب عدد من الساعات فإنه لا يوجد نص آخر غير هذا النص يخبرنا بهذا النوع من التقسيم ونوع العلاقات بين المزارعين .
عثر على هذا النص 1877 من طرف "ماسكوراي "MASQUERAY "في خرائب لامصبا .
وتكمن أهمية هذا النص في احتواءه على معلومات قيمة ومتنوعة عم العمل الزراعي فقد ورد فيه أسماء الملاك و مقدار مساحة الأرض بالإضافة إلى المدن الزمنية المخصصة للري لكل مالك وقد حدد هذا الوقت تحديدا دقيقا بداية بالتاريخ اليومي الذي يشرع في عملية الري بداية من 25 سبتمبر والفترة (ليلا و نهارا) ، بالإضافة إلى عدد ساعات المخصصة للري لكل مزارع والتي حددت فترة بدايتها ونهايته بصفة دقيقة (مثلا من الواحدة صباحا إلى الثالثة صباحا ).
و يظهر من خلال الأسطر الأولى لهذا النص الذي نقش على لوح حجري أن الكوبون ملاك هذه الأراضي التي تستفيد من الري لم يكونوا راضين تقسيم المياه التي كانت سائدة من قبل تحت حكم الإقبالوس ELAGABALUS و بذلك يكونوا قد طلبوا نائبين أو أكثر بصياغة نظام جديد يسود فيه العدل و يراعي فيه مقدار المساحة و الموقع .
ولقد أشار هذا النص أن من قام بصياغة هذاةالنظام هو فالنتينوس VALENTINUS ومساعده.
و نظرا التساقط غير منتظم في هذه المنطقة ، فإن مزارعي كانوا يمارسون (ريا شتويا) . قصد تجنب آثار ندرة الأمطار في مواسم الجفاف ولقد أشارت النقيشة بوضوح إلى موسم الري يشرع فيه ابتداءا من 25 سبتمبر إلى غاية أواخر شهر مارس على الأرجح لان الجزء السفلي من النقيشة غير مكتمل.
و فترة الري هذه توحي إلى أن الزراعات الممارسة هي مراعات شتوية مثل زراعة القمح و الشعير بالإضافة إلى زراعة الزيتون ولقد دل النص على زراعته و شهدت عليه آثار المعاصر المكتشفة بالمنطقة.
أشار النص إلى أن مصدر المياه هو مياه كلوديانا ، وهي عبارة على حد افتراض البعض قناة ناقلة في حين اعتبرتها آخرون سما مزودة بشبكة من القنوات بينما رجح " شاو" إلى أن يكون عينة قريبة من المنطقة ، وفي هذا الإطار دائما تم العثور على القناة باطنية ناقلة المياه خلال فترة الاختلال الفرنسي بالمنطقة أثناء تشييد مدينة مروان .
إن الأراضي المعنية بالرس في لامصبا عبارة عن مدرجات ، لذا كان بيها يكتسب ميزة خاصة ، بالمياه تنقل من مدرج لآخر وفق مدة زمنية محددة ، وكل المدرجات مزودة بقنوات وقد أشار النص إلى تخصيص ساعة كاملة حتى تملئ قبل الشروع في عملية الري ، وفي منطقة العلوية لهذه المدرجات هناك سد موزع للمياه وفق نظامين:
_ مياه صاعدة: هي مياه حسب تفسير البعض ترتفع إلى علو أعلى بواسطة الة خاصة (ناعورة) ابعاد توزيعها على الحقول بعد ذلك.
_مياه نازلة : هي المياه التي تنزل مباشرة من السد عبر قنوات إلى الحقول لريها.
وفق مبدأ التناوب ، غير أن هذه النظرية لم تلق ترحيبا عند الكثيرين، ويبدو أن تفسير" دو باشتير"( DE PACHTRE) اكثر اتساعا.
حيث اعتبر أن فترة شهر كامل قد كانت منقسمة إلى اربع فترات ، فترتان من عشرة أيام للمياه النازلة تتخللهما فترتان من خمسة أيام للمياه الصاعدة ، وهو ما أشار إليه النص .
تبقى الإشارة إلى أن الأسماء التي جاءت في النص كلها اسماء رومانية و بعضها اسماء نساء وأربعة أسماء أخرى لقدماء الحمد و الملاحظ أيضا هو تقارب هذه الأسماء من بعضها البعض ما يوحي إلى أنه ربما تكون هذه الأراضي مركبات وراثية .
كما أن النص عرفنا بوحدة مستحية جديدة وهي المعبر عنها بحرف K التي يتوصل الباحثون إلى تحديها وقد تكون وحدة خاصة تعارف عليها مزارعو منطقة لامصبا .
Commentaires
Enregistrer un commentaire